لم اكن في حال طبيعية ذلك اليوم … بينما مرت امامي تلك الجميلة وقد
نظرت إليها في شغف … شدني ما رأيت … سألت نفسي … هل اذهب وراءها؟ … لا
أستطيع … ان تربيتي لا تسمح لي بذلك … حتي هندامي وشكلي لا يمكن أن ينم عن
ذلك أيضا … ولكن … ولكن الأمر مختلف الأن … انا لا استطيع المقاومة … لا
استطيع السيطرة علي نفسي … لقد اتخذت قراري … سوف أذهب اليها … هكذا سرت في
طريقي متعقبا إياها … منتظرا اللحظة المناسبة التي انقض فيها عليها مطالبا
بما اريد … ان ذلك ليس من حقي … ولكنني وصلت للنهاية ولا يمكنني الاستمرار
دون الحصول علي ذلك … انا اراها كما لو كانت املي الأخير.
انتظرت حتي
انعطفت في ذلك الشارع الهادئ … نعم ربما تكون تلك هي اللحظة المناسبة … لا
اريدها أن تصرخ أو تجمع الناس من حولنا … من الأفضل أن يتم الأمر في هدوء.
انتبهت هي لخطواتي وتأكدت أنني اتعقبها … توقفت في تلك اللحظة وكان ذلك في
وسط هذا الشارع الهادئ … نظرت إلي الخلف فرأتني … لم انتبه الا وانا اتجه
إليها ناظرا في يديها… شعرت بالخوف مني فتقهقرت خطوات الي الخلف … ثم نظرت
في كل اتجاه باحثة هباءا عن أي شخص يسير في هذا الشارع.
ماذا تريد؟
هكذا صرخت في وجهي حينما اقتربت منها … حقا لم اتمني ابدا أن اتسبب لها في كل هذا الذعر ... أشرت بيدي محاولا تهدئتها وانا اقول:
انا لا اقصد اخافتك … اعتذر … ولكنني …
كان قلبها يخفق بشدة في تلك اللحظة … لم تستطع أن تنطق بكلمة أخري … انتظرت مني ما قد أفعله في هلع.
أنه أمر غريب ما سوف أقوله … ولكنني ما قد رأيتك وهذا الساندوتش في يديك
وانا لا استطيع السيطرة علي نفسي … لقد مشيت طيلة اليوم وكل نقود لدي
استنفدتها في المواصلات … بينما لم اكل شيئا طيلة الاربع والعشرين ساعة
الماضية.
نظرت إلي في ذهول فاستكملت حديثي قائلا:
انا لن اطلب منك مالا … فقط قطعة من هذا الطعام ولسوف استطيع أن استكمل طريقي سائرا الي منزلي.
تنفست الفتاة الصعداء وابتلعت ريقها في تلك اللحظة وقالت:
اذا … فهذا فقط كل ما تريده؟
ابتسمت في خجل واجبتها:
فقط اطلب منك طعاما.
ابتسمت الفتاة في خوف ثم مدت يديها نحوي بالساندوتش الذي اشتهيته منذ
البداية، التقطته وبدأت في تناوله بنهم، بينما استكملت هي طريقها علي عجل
... لم اهتم بذلك بينما انصب كل تفكيري علي هذا الساندوتش.